
المشي والتجول في ربوع الطبيعة الخضراء تنعش الروح والنفس الإنسانية. المشي لفترات قصيرة حتى إن كانت ٢٠ دقيقة تجعل الانسان يشعر بحيوية أكثر، بل حتى التفكير بخضار الطبيعة والتأمل وكأن الإنسان يمشي في الطبيعة لها أثر إيجابي على النفس. هذه هي نتيجة دراسة شملت أكثر من ٥٠٠ مشارك، والتي نشرت في “مجلة علم النفس البيئي” (Journal of Environmental Psychology).
هناك الكثير من الدراسات التي أكدت الأثر الإيجابي للرياضة في الهواء الطلق والطبيعة على الصحة بشكل عام ومنها أيضاً على الصحة النفسية والعقل. فريق علمي بإشراف العالم ريتشارد ريان من جامعة روتشستر أراد من هذه الدراسة الفصل بين الأثر الإيجابي للطبيعة ومناظرها وبين الأثر الإيجابي للرياضة والحركة على الصحة. وقام الفريق بإشراك طلاب جامعات كان عليهم إما القيام بنشاط بدني ورياضة لمدة ١٥ دقيقة في ساحات مغلقة أو المشي في الطبيعة على طول ضفة نهر معين مثلاً. بالإضافة إلى ذلك كان على الطلاب تقييم صور ومناظر لأبنية وصور أخرى من الطبيعة، وفي وقت أخر تطلب من الطلاب التخيل وكأنهم في وسط مناظر طبيعية جميلة.
النتيجة:
الإقامة والمشي في الطبيعة التخيل أو فكرة الإقامة داخل الطبيعة كان له أثر إيجابي جداً على المشاركين، حيث كان المشاركين اكثر نشاطاً من ذي قبل. وإستنتج العلماء أنه حتى ٢٠ دقيقة يوميا كافية على ما يبدو من أجل تعبئة الجسم بطاقة وليصبح الإنسان اكثر نشاطا وصحة وسعادة. كما ذكر الفريق العلمي أن زيارة قصيرة للطبيعة دون ممارسة رياضة معينة لها فوائد نفسية وصحية على الإنسان. طبعاً ينبه الفريق العلمي أنه إذا اقترنت هذه الزيارة برياضة أيضاً زاد التأثير الإيجابي لها على الصحة.
كما يضيف المشرف على الدراسة ويقول أن البشر يكونون في اتصال مع الكائنات الحية الاخرى في الطبيعة وأن الطبيعة تعمل على ازدهارنا نفسياً أيضاً، وأن الاتصال (الزيارة) مع الطبيعة له أهمية خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون ويعملون في بيئة اصطناعية (المدن الكبيرة إلخ)، لذلك فإن زيارة الحدائق وغيرها من الجمال الأخضر ضرورة للحصول على نفس مرفهة وإيجابية لسكان المدينة خاصة للحصول على حيوية و راحت البال في آن واحد.