
كشفت دراسة علمية نشرت في مجلة العلوم أن إحتكاك الأطفال في وقت مبكر بالبيئة الخارجية، أو بالمعنى العلمي بالبيئة الغير نظيفة، لا يحميهم فقد من الإصابة بالحساسية فحسب بل أيضاً من أمراض مزمنة كالتهابات الامعاء. هذا ما تحقق منه العلماء في تجربتهم على فئران ولدوا ونشأوا في بيئة نظيفة جداً لا تتواجد فيها البكتيريات.
لاحظ العلماء في تجربتهم على فئران ولدت الفئران ونشأت في بيئة نظيفة لا تتواجد فيها البكتيريات والجراثيم تجمع وإزدياد خلايا خطيرة في الأنسجة الرئوية والمعوية تؤذي الجهاز المناعي عند الفئران. هذه الخلايا تعد سبباً وعاملاً في الإصابة في التهاب الامعاء والربو التحسسي.
يعتقد العلماء أنه يمكن أن تنطبق النتائج على الانسان بسبب وجود مكونات مشتركة في الجهاز المناعي متشابهة جداً لدى الانسان والفئران. وبحسب نتائج الدراسة يعتقد العلماء أن النظافة المفرطة جداً وإبعاد الأطفال عن الإحتكاك بالبيئة الخارجية وما فيها من عوامل طبيعية قد تؤذي الأطفال. و ينصح العلماء بضرورة إحتكاك الأطفال لبيئة غنية بمكروبات طبيعية لحمايتهم من أمراض مزمنة في المستقبل.
كما ذكرت الدراسة التي اجراها العلماء من جامعة لودفيج ماكسيميليان في ميونيخ وجامعة ريتشارد بلومبرغ من بوسطن بإشراف العالم تورستن أولسزك أنه قد تم في السابق العديد من الدراسات الوبائية، التي بينت تأثير إتصال الإنسان في مرحلة الطفولة ببيئة تتواجد فيها البكتيريات الإيجابي على الصحة لكن آلية التأثير البيولوجية لم تكن معروفة، حيث أظهرت دراسات سابقة أنا نسبة الإصابة بالربو والحساسية عند الأطفال الذين ينشأون في المزارع أقل بكثير بالمقارنة مع الأطفال الآخرين. وبمعرفة الفريق العلمي الآلية والعلاقة بين المحيط وصحة الأطفال يمكن للعلماء تحديد العوامل التي تسمح للبكتيريات في حمايتنا من الحساسية وغيرها من الأمراض في المستقبل.
تأثير وقائي يستمر لمدى الحياة:
أظهرت التجارب التي اجريت على فئران صغار أن الاتصال مع بكتيريات في مرحلة الطفولة ابقت هذه الفئران في وضع صحي سليم خالي من الأمراض الحساسية في الكبر. كما لاحظ العلماء أن كمية الخلايا المسببة لأمراض مختلفة بقيت على نفس المستويات دون إزدياد في مرحلة بعد الرضاعة حتى المراحل الأخيرة من الحياة لدى الفئران.
كما اثبتت النتائج أن إتصال وإحتكاك الفئران للبكتيريات في مرحلة متقدمة من العمر، أي الإتصال الأول بالبكتيريا بعد مرحلة الطفولة، لم يكن له أي تأثير وقائي لهذه الفئران و صعوبة تأقلم الجهاز المناعي مع هذه البكتيريات و بالتالي حدوث تغيرات في الأنسجة لا تحميها من الإصابة بالأمراض، بينما الإحتكاك المبكر يؤثر إيجابياً على صحتها مدة الحياة عن طريق تفاعل الجهاز المناعي مع هذه البكتيريات والحد من ازديادها الذي يؤدي إلى الإصابة بأمراض حساسية مزمنة كالربو.
أسباب تزايد وتجمع الخلايا المؤذية في الأنسجة التي تضعف الجهاز المناعي بحسب الدراسة هو تواجد الكثيف للبروتين (CXCL16). الفئران التي نشأت في بيئة خالية من البكتيريات تكاثرت وازدادت عندها كمية هذا البروتين بنسب عالية في أنسجة التابعة للرئة والمعدة. يذكر ن هذا البروتين يكثر في الخلايا المخاطية لدى الإنسان وخصوصاً أثناء الإصابة بإلتهاب.