
تحتوي اللحوم الحمراء على مادة تسمى ل-الكارنيتين (L-Carnitin)، هذه المادة مسؤولة عن “حرق الدهون” وتمد العضلات بالطاقة اللازمة، لكن باحثون من الولايات المتحدة وجدوا أن ل-الكارنيتين يمكن أن يكون السبب في حدوث أمراض في الأوعية الدموية والذي يفتقده النباتيين، حيث لاحظ العلماء أن بعض الميكروبات في القناة الهضمية تقوم بتحويل هذه المادة إلى مادة ضارة للشرايين والأوعية الدموية.
الأشخاص الذين يتناولون الكثير من اللحوم الحمراء تزداد عندهم إحتمال خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وهذا معروف منذ فترة طويلة، لكن العلماء لا يعرفون الآلية وراء ذلك. علماء من مستشفى كليفلاند في ولاية أوهايو وجدوا الأن أن ل-الكارنيتين تتواجد بشكل طبيعي في خلايا العضلات الإنسان يمكن أن تكون ضارة في الغذاء.
عملية تحول خطير
قام العلماء في دراستهم بإجراء تجارب على خمسة متطوعين حصلوا على جرعة عالية ومشعة (معلمة) من ل-الكارنيتين، وجد العلماء في وقت هذه المواد المشعة أو المعلمة دم وبول المشاركين قد تحولت إلى مادة اخرى تسمى ثلاثي ميثيل أمين ن-أكسيد، هذه المادة و وفقاً لدراسة سابقة مسؤولة عن تصلب وتأكلس الشرايين. في تجربة أخرى حصل المشاركين على مضاد حيوي واسع الطيف الذي يقوم بإتلاف الجراثيم المعوية إلى حد كبير، ثم أعاد العلماء التجربة الأولى مع جرعات ل-الكارنيتين المعلمة مرة أخرى ولم يجدوا أي أثر لتحول هذه المادة إلى ن-أكسيد في دم المشاركين. نتائج هذه التجارب نشرت في المجلة الطبية نيتشر. هاتان الدراستان تظهران أن الميكروبات في الأمعاء هي المسؤولة عن تحول ل-الكارنيتين إلى ن-أكسيد الضارة.
النباتيين لديهم ميكروبات أخرى في القناة الهضمية البكتيريا والميكروبات الموجودة والتي تعيش في الأمعاء متعلقة بحسب النظام الغذائي والغذاء لدى الإنسان العادي، لأنه فقط بعض البكتيريات يمكنها تحويل الكارنيتين إلى أكسيد ضار، حيث وجد العلماء في تجربة أخرى مع ٢٣ من المشاركين النباتيين و ٥١ مشارك من أكلة اللحوم أن كمية ن-أكسيد زادت فقط عند المشاركين الذين يتناولون اللحوم، في حين أن النباتيين قد حصلوا على الكارنيتين بكميات كبيرة حتى بعد ساعات لم تظهر عندهم المادة ن-أكسيد في دمائهم أو في البول، حيث أظهرت الدراسة أن الفلورا المعوية (العصير المعوي) له فرق واضح بين المشاركين و يعتقد العلماء أن استهلاك اللحوم بكثرة وعلى الدوام قد يغير الفلورا المعوية لتنتج بعدها مواد تضر الأوعية الدموية.
لهذا يحذر العلماء من استخدام الكارنيتين كمكمل غذائي وخصوصاً في أغذية الرياضيين على أمل من زيادة الأداء والقدرة من هذه المادة، لأن كارنيتين مهم لعملية التمثيل الغذائي وحرق الدهون والمسؤول عن توليد الطاقة في جسم الإنسان، لذلك وجب الحذر من الإكثار مثل هذه الأغذية لأنها قد تزيد من خطر تصلب الشرايين بشكل كبير كما يدعي به الفريق العلمي.
يمكن الحصول على خيارات علاجية جديدة من نتائج هذا البحث من خلال التأثير على بعض البكتيريات المعوية للتقليل من إنتاج مواد ضارة للجسم.