تقرير الأمم المتحدة: الموت الجماعي للنحل قد يسبب مشكلة عالمية

تقرير جديد للامم المتحدة يحذر من كارثة طبيعية: نبه التقرير عن وفاة أعداد كبيرة من النحل في أنحاء متفرقة من العالم، والذي قد يهدد نتائجه أساس الغذاء البشري. والمثير للجدل أنه حتى الأن لم يستطع العلماء إيجاد تدابير وقائية وحلولاً لهذه المشكلة العصيبة.

بما أن النحل يعتمد على النبات كمصدر الوحيد للحصول على البروتين، يقوم بدوره بنقل حبوب اللقاح من نبات الى آخر. بهذه العمل الروتيني للنحل يتم ضمان بقاء وحماية انواع لا تعد ولا تحصى من النباتات البرية والزراعية، وبالتالي اساساً مهماً لمصدر غذائنا. خبراء يحذرون من نشوب كارثة بسبب وفاة أعداد كبيرة من النحل في السنوات الأخيرة وخاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية.

وأظهر تقرير جديد من برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) أن هذه المسألة الآن أصبحت مشكلة عالمية، لأن حالات الوفاة الجماعية للنحل اجتازت بلدان عديدة عالمياً منها اليابان والصين ومصر ولم تبقى مشكلة إقليم معين. في مصر مثلاً تم ملاحظة حالات استثنائية لوفاة النحل على طول نهر النيل. أما في اليابان كشفت التقارير أن واحد من بين كل أربعة مستعمرات (شعوب) النحل مهدد بالزوال أو بالإنقراض. الصين توجه نفس المشكلة على مساحات واسعة على حسب تقارير برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

يحذر الخبراء والعلماء من الأمم المتحدة للبيئة من أن العواقب ستكون جدية ودراماتيكية إن لم يقوم الانسان بتغيير سياسته الزراعية للانتاج سوف يشهد الوضع مزيدا من التدهور في حالة وفاة النحل. وذكرت أيضاً أن ١٠٠ من أهم المحاصيل والنباتات في العالم يتم تلقيح ٧٠ منها عن طريق النحل والتي بدورها المسؤولة بشكل رئيسي عن ٩٠ في المئة من إجمالي إنتاج الغذاء والمحاصيل في العالم. أعتمد الانسان ابتدأً من القرن الماضي على اساليب حديثة وعلى التقدم التكنولوجي ليكون مستقلاً عن الطبيعة لكن هذه الظاهرة في وفاة النحل يظهر لنا مدى إعتماد وتعلق الانسان بالطبيعة ويظهر لنا مثالاً بعدم وجوب التخلي عنها.

هناك عدة عوامل مسؤولة عن وفاة النحل والتي تتعلق مع بعضها البعض:

– انتشار الآفات والأمراض بشكل اسرع من انتشاره في الماضي. أنواع جديدة من الفطريات والفيروسات تنتقل بسرعة من قارة إلى اخرى بسبب التجارة العالمية وسياسة الاقتصاد الدولي (العولمة). هذه الآفات قاتلة للنحل وغيره من الملقحات الطبيعية.
– زيادة إستخدم المبيدات الحشرية والكيميائية وتنوعها في الزراعة وغيرها من المواد الخطيرة على حياة النحل.
– إنخفاض وتدهور جزئي في الموارد الغذائية للنحل. للمحافظة على التكاثر يحتاج النحل للعديد من النباتات المختلفة. التقرير يحذر من أن هناك إحتمال إنقراض وزوال اكثر من ٢٠٠٠٠ نوع من النباتات المزهرة، هذا قد يؤدي هذا إلى ظهور مشاكل عقيمة في البيئة بسبب ضعف الجهاز المناعي للنحل والذي يعتمد على التنوع في غذائه.
– تلوث الهواء يمكن أن يؤثر على قدرة النحل في إستقطاب الزهور وإيجاد المصدر الغذائي المناسب له. يذكر أنه في القرن التاسع العشر (١٩٠٠) كانت تصل وتنتشر عطور وروائح الأزهار إلى مسافة ٨٠٠ متر من مكانها، أما اليوم لا يتعدى الانتشار ٢٠٠ متراً نتيجة تلوث الهواء.
– التغيرات المناخية الأخيرة تزيد من المشكلة تفاقماً، بسبب تغير فترات النضوج والإزهار وزمن هطول الأمطار، وبهذا تتغير فترات حبوب اللقاح والذي يؤثر سلبياً على النحل.
– عوامل اخرى غير معروفة.

نصيحة:

إقترح بعد الخبراء بإيجاد منطقة محظورة ومحمية خاصة للنحل يستطيع من خلاله التكاثر من دون التعرض إلى عوامل خارجية تؤثر على حياته. لكن هل هذا الحل طبيعي ومجدي؟ الصحة.نت تشك في ذلك لأن هذا الحل لي طبيعي. لهذا يلعب كل انسان دوراً مهماً في الحفاظ على البيئة، ابسط مثل هو تشجيع المزارعين الذين لا يرتبطون بشركات عالمية الحريصة فقط على زيادة الانتاج والتسويق. ابسط مثل هو شراء الفاكهة والخضار من البائعين الصغار وليس في الأسواق الكبيرة والمولات، ربما تكون الأسعار مرتفعة قليلاً لكن بذلك نقوم نحن بتشجيع الانتاج الوطني على الأقل. هذه خطوة إن قام بها افراد المجتمع سوف تقوم بكسر إحتكار الشركات الكبيرة التي همها التجارة على حساب الصحة والجودة.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. السلام عليكم … مع أحترامي لك أخي العزيز إلا أني أختلف معك بالرأي ، لا أنكر أن الحل الذي أقترحته هو حل عملي بل رائع – إذا جاز التعبير – ومن عدة أوجه إلا أنه يبقى حل جزئيا و مؤقتاً – وهذا رأيي الشخصي المتواضع – إذ إن المشكلة الحقيقية و ” فص الحكاية ” لا يكمن في مدى تنوع النباتات الطبيعية و المحاصيل الزراعية التي تشكل مصدر غذاء ” أصدقائنا الصغار ” النحل ، بل إن المشكلة تكمن – حسب رأيي الشخصي – بنظام المناخ العالمي ككل – إذا جاز التعبير – فإذا فرضنا جدلاً أن التنوع البيولوجي الكامن في النباتات الطبيعية و المحاصيل الزراعية قد ضمن فإن ” جدار المشاكل ” لم يهدم منه إلا كقدر ما نقص من المحيط إذا تبخرت منه قطرة لذا فإن هذه المشكلة هي مشكلة مركبة ومتراكمة – إذا جاز التعبير – فحلها يكمن في المنظومة السياسية الإقتصادية العالمية ككل من الشركات النفطية العملاقة و مصانع الاسمنت وشركات تصنيع الأسلحة مروراً بتسربات مصانع الطاقة النووية ال” سلمية ” وصولاً إلى شركات الطيران و السيارات وشركات السياحة وورشات العمل الصغيرة ، لذا الأمر لا يتعلق بما إذ كانت النحل – أو غيرها من الحشرات – سيضمن لها وجود زهرة تفاح بجوار شجيرة ثمار العنبية في الحقل الفلاني ، بل إن الأمر يتعلق فيما إذ كانت ستعود لمستعمرتها سالمة بعد أن تمتص الرحيق من زهور العنبية دون أن تموت جراء التسمم من رحيق زهرة التفاح .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!