
لفترة طويلة لم يكن معروفاً مدى خطورة مرض السكري وتأثيره على الأوعية الدموية والشرايين وبالتالي ايضا على القلب. منذ عشر سنوات تقريباً عرف الطب من خلال دراسات وبحوث أن مرض السكري وخصوصاً في مراحله المتقدمة، والذي يعرف باسم متلازمة التمثيل الغذائي أو متلازمة الأيضية، عامل في غاية الخطورة على القلب والدورة الدموية.
متلازمة التمثيل الغذائي هو تعبير لمجموعة من الأمراض في آن واحد وهي البدانة في البطن وارتفاع ضغط الدم وتغير غير طبيعي لقيم الدهون في الدم (دسليبيدميا) ومقاومة الانسولين.
أمراض القلب والأوعية الدموية هي واحدة من أكثر الأمراض التابعة “القادمة” لمرضى السكري. إضطراب في عملية الأيض يؤدي في أغلب الأحيان بالإصابة بمرض السكري وأيضاً يؤدي إلى انقباض الاوعية التاجية (شرايين القلب) نتيجة تراكم رواسب في فترة الإصابة أو الإضطراب. المصابين بمرض السكري لديهم خطر إحتمال إنقباض الشريين (ضيق)، بسبب تزايد لمستويات السكر في الدم، بمعدل خمسة أضعاف بالمقارنة مع غير المصابين بالسكري. هذه الآثار الجانبية لهذا المرض هي المسؤولة عن العديد من الأزمات القلبية.
تعد الإصابة بأمراض القلب التاجية من اخطر الأمراض شيوعاً لدى مرضى السكري بشكل خاص. هذا يرجع إلى تصلب الشرايين الذي ينمو وينتشر بسرعة. نتيجة إضطراب في عملية التمثيل الغذائي يحدث فرط في تخثر الدم. هذا يعني أن الصفائح الدموية تصبح لزجة وتتثاقل تدريجياً.
تهديدا خطيرا أخر ينجم عن مرض السكري وهو تعطل تدريجي للنظام العصبي. نتيجة تلف الأعصاب تنخفض الشعور بالآلام الناتجة عن انخفاض تدفق الدم الى القلب وأحياناً لا يشعر به أبداً. لذلك يمكن أن يصاب الإنسان بنوبة قلبية دون أي ألم انذار أو إشارة لغرض معالجة الأزمة وتفادي الأسوء.
أعراض مرض القلب التاجي:
أعراض أمراض القلب التاجية متعددة وهي عبارة عن علامات تحذير بأن هناك شيئا خطأ في الجسم وينبغي استشارة طبيب مختص. الأعراض الأولية هي آلام في الصدر وضيق في التنفس وخفقان القلب أو عدم انتظام دقاته. كما لا يمكن تجاهل الآلام الغير عادية في الذراع والفك والظهر، أيضاً التعب والغثيان والحرقة والتعرق المفرط.
أفضل نصيحة:
تفادي الإصابة بمرض السكري والعوامل المؤدية لإصابته (البدانة وقلة الحركة مثلاً) واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة. و إذا تمت الإصابة لا سمح الله ينبغي العناية بقياس مستويات السكر في الدم من فترة لأخرى وأيضا تجنب انخفاض نسبة السكر في الدم، لأن ذلك يهدد أيضاً الدورة الدموية والقلب.