
توفي شاب في سباق رياضي، حالة يقول الخبراء أنها ليست نادرة، بل تكررت مراراً. كيف يمكن أن يكون شرب الماء سبباً في وفاة هذا الرجل مع أنه صحي وضروري للرياضين.
خلف الأحداث الرياضية وقع رياضي مغمياً عليه فاقداً للوعي أصيب جسمه بالتسنج، بعد ثلاثة أيام توفي نتيجة نوبة دماغية. لم يكن سبب الوفاة خوض السباق تحت أشعة شمس حارة، بل كان للماء سبباً في وفاته. هذه الحالات ليست إستثنائية في حدث رياضي، منذ ١٩٨١ توفي حتى الأن ١٤ رياضي لنفس السبب، فكيف يمكن أن يكون الماء سبباً في الوفاة؟
شرب الماء بكميات كبيرة مؤذي
عندما يمتلئ جسم الإنسان بالماء بشكل زائد يتضارب تركيز الملح في الدم فيفقد الجسم توزانه في التوزيع السليم للسوائل داخل الجسم. نقص الصوديوم في الدم يؤدي إلى تتدفق المياه إلى الخلايا وبالتالي إلى انتفاخها، عندما تتورم الخلية في الدماغ يؤدي ذلك إلى إعاقة تدفق الدم بشكل سليم في الدماغ مما يؤدي إلى الإصابة بالنوبة ثم إلى الوفاة. في الحالات الخفيفة يؤدي الماء الزائد إلى الإصابة بالدوخة والصداع والقيء، وأيضاً إلى الإصابة بالتشنجات. هذه الأعراض الخفيفة يصاب بها تقريباً واحد في المائة من جميع عدائي المسافات الطويلة.
كما ذكر تقرير سابق نشر في المجيت العلمية “Clinical Journal of Sport Medicine” أن ليس الرياضين فقط عرضة للإصابة بنوبة دماغية بل أيضاً عامة الناس إذا تم شرب الماء بشكل مفرط، حيث ذكر التقرير وفاة شاب بعمر ١٧ سنة قام بشرب ما يزيد عن ثمانية لترات أثناء لعبه كرة القدم.
الكثير من عامة الناس والرياضيين الغير محترفين يعتقدون وبشكل خاطئ أن شرب كميات كبيرة من الماء مرتبط بممارسة الرياضة ويزيد من الصحة، هذا الإعتقاد الخاطئ قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصحة. إحصائية علمية رياضية افادت أن ١٢٪ في المئة من الرياضيين على نية في شرب المزيد من الماء بكمية قد تؤدي إضطراب مستوى الصوديوم في الدم، ٦٥٪ في المئة لم يكونوا على دراية أبداً أن الإفراط في شرب الماء قد يؤدي إلى خطر الوفاة، ٢٥٪ في المئة فقط يشربون الماء فقط بعد احساسهم بالعطش وهذه الطريقة السليمة.
لهذا ينصح العلماء الرياضيين وغيرهم من عامة الناس إلى الاستماع للجسم والشعور بالعطش ثم شرب الماء، وليس كالإعتقاد السائد الذي يقول: “إشرب الماء قبل أن يأتي العطش”، لأن وبشكل بسيط شعور الجسم بالعطش لا يعني أن الجسم في حالة خطرة وبالتالي لا يجوز الإفراط في شرب الماء وفقا للباحثين، بالإضافة إلى ذلك خسارة الجسم إلى ٢ أو ٣ في المئة من وزن الجسم نتيجة العطش شيء يتحمله الجسم ويستطيع التعامل معه بشكل بسيط.
وأيضاً لا توجد دراسات تؤكد أن إشباع الجسم بشكل كبير بالماء صحي ومفيد. وهذا متعلق أيضاً بالسوائل أو المشروبات الرياضية التي تحتوي على القليل من الملح من أجل تقليص خطر نقص صوديوم في الدم.
معلومات على اساس علمى عظيوة الفائده