مقاومة الخرف: الرياضة تحسن الذاكرة حتى في مرحلة الشيخوخة

ممارسة الرياضية باستمرار تعمل على مقاومة فقدان الذاكرة والإصابة بمرض الزهايمر المرتبطة بالعمر، لانها تحفز نمو ونشاط المنطقة الرئيسية المسؤولة عن الذاكرة في الدماغ. هذا ما اكتشفه باحثون أمريكيون في دراسة حديثة.

ادعى الباحثون في هذه الدراسة أن قرن آمون في الدماغ يتقلص في حجمه تدريجياً مع التقدم في العمر وفي مرحلة الشيخوخة مما يؤدي إلى صعوبات في الذاكرة وبهذا تزيد إحتمالات الإصابة بالزهايمر وفقدان الذاكرة. الرياضة لا تقوم فقط بوقف هذا التحول السلبي في الدماغ بل يمكن أن يكون له تأثير عكسي وإيجابي على الدماغ، أي يمكن أن يساعد الكبار في السن على الذاكرة بشكل افضل.

قام الباحثون بإشراك ٦٠ من كبار السن، الذين كان عليهم ممارسة تمارين معينة مثل المشي ثلاث مرات إسبوعياً وذلك لمدة لا تقل عن ٤٠ دقيقة كل مرة على حسب برنامج الفريق العلمي لمدة عام كامل ومقارنتهم مع ٦٠ مشترك اخرين، الذين كانوا يقومون برياضة خفيفة مثل تمارين الاسترخاء. تراوحت اعمار المشاركين بين ٥٥ و ٨٠ عاماً، لم تظهر عليهم علامات فقدان الذاكرة والزهايمر. قام العلماء بتصوير دماغ المشاركين في بداية الدراسة وبعد ستة أشهر وسنة واحدة من الدراسة وذلك باستخدام صور الرنين المغناطيسي.

النتيجة:

رياضة المشي المعتدلة ثلاث مرات في الأسبوع أدى إلى توسيع الحصين الأمامي من الدماغ، وبالتالي تحسن في أداء الذاكرة على الرغم من أن المشاركين بدأوا في إرحلت متأخرة من العمر بهذه الرياضة. مناطق الدماغ الأخرى مثل المهاد (منطقة الوعي) ومناطق اخرى مسؤولة عن الحركة لم تتأثر بهذه الرياضة. يعلل العلماء ذلك بأن الرياضة لا تؤثر على جميع مناطق الدماغ بشكل متساو.

المجموعة التي قامت بنشاط بدني ورياضة المشي اظهرت تطوراً ملحوظاً في الدماغ. حيث لاحظ الباحثون أن حجم قرن آمون في دماغ الذين قاموا بالرياضة إزداد بنسبة ٢ في المئة مقارنة مع فترة الرياضة والدراسة. أما المجموعة الثانية التي اكتفت بتمارين إسترخاء بسيطة فلم يلحظ العلماء أي تحسن في حجم الدماغ بل إستمر صغر حجم قرن آمون الطبيعي بنسبة وصلت إلى ١٫٤٪. وهذا يؤكد أن رياضة الاسترخاء لكبار السن لا تحميهم من الزهايمر. لذلك ينصح العلماء من جامعة بيتسبرغ في دراستهم، التي نشرت في مجلة PNAS، كبار السن في ممارسة الرياضة حتى لو بدأت في وقت متأخر من العمر.

أحد الأسباب المحتملة لهذه الزيادة في حجم قرن آمون وجد الباحثون في عينات دم المشاركين أنه كانت هناك زيادة في كميات مواد عصبية مسؤولة عن التغذية العصبية. هذه المواد تساعد على نمو أنسجة جديدة في الدماغ وتلعب دورا هاما في تكوين الذاكرة.

هذا ونظراً لنتئج الدراسة يحث العلماء كبار السن على ممارسة الرياضة حتى في مرحلة متأخرة من العمر، لأن ذلك يؤثر في الدماغ مهما كان العمر وذلك لتحسين الأداء العقلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى