
من المعلوم أن تناول اللحم بشكل زائد وكثير غير صحي أبداً وهناك دراسات علمية عديدة اثبتت أن الفائض من الدهون الحيوانية الموجودة في اللحم يعزز من تطور أمراض عديدة أهمها مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
علماء من الولايات المتحدة استنتجوا أن خطر الإصابة بالأمراض المذكورة لا يقتصر فقط على كمية اللحم المتناولة بل تختلف درجة خطورتها على حسب طبيعة تحضيرها أيضاً، حيث افادت الدراسة أن إستهلاك وتناول اللحوم التجارية المصنعة، المعلبة منها والمحضرة مثل النقانق وغيرها من اللحومات التي تباع في علب بلاستيكية ومعدنية تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. أما الغير المصنعة الطازجة مثل شرائح اللحم لا تؤثر بهذا الشكل السلبي ولا تزيد من مخاطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب بالمقارنة مع المصنعة. (طبعاً هذا لا يعني أن التناول الزائد من اللحوم الطازجة لا يؤذي الصحة بل على العكس).
يعتقد العلماء أن محتويات اللحوم المصنعة تلعب دوراً أساسياً في زيادة خطر الإصابة بالأمراض منها الملح الزائد فيها وإضافة بعض المواد الحافظة الكيميائية. الدراسة تمت في كلية هارفارد للصحة العامة في أمريكا ونشرت في المجلة العلمية “Circulation”.
الفريق العلمي قام بتحليل ودراسة نتائج عشرين من الدراسات العلمية التي كانت بحثت عن الآثار الصحية المترتبة عن استهلاك اللحوم. شارك في جميع هذه الدراسات ما يقارب ١٫٢ مليون مشارك، اصيب منهم ٢٤٠٠٠ مشارك بمرض القلب التاجي وما حوالي ١٠٨٠٠ مشارك بمرض السكري. الدراسة التي قامت بها هذه الكلية هو إستنتاج ما إذا كانت للحوم المصنعة والغير المصنعة تأثير مختلف على تطور مثل هذه الأمراض عند الإنسان. وقام الفريق العلمي بتصنيف اللحوم المصنعة مثل اللحوم المنتجة عن طريق التدخين (اللحوم المدخنة) أو خصوصاً التجارية المعلبة (في علب معدنية أو بلاستيكية) المملحة والمضافة بمواد حافظة كيميائية، أما اللحوم الغير مصنعة فهي على سبيل المثال لحم البقر والضأن العادي (شرائح وغيرها). يذكر أن لحوم الدواجن لم يتم بحثها في هذه الدراسة.
ومن خلال تحليل ودراسة كمية وطريقة تناول اللحوم بشكل منتظم استنتجت الدراسة ما يلي: الأشخاص الذين يأكلون ٥٠ غراما (معدل وسطي يومي) من اللحوم المصنعة يزداد عندهم خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة بنسبة ١٩ في المئة وخطر أمراض القلب والشرايين التاجية بنسبة ٤٢ في المئة. أما الأشخاص الذين تناولوا نفس الكمية (٥٠ غرام في اليوم تقريباً) من اللحوم الطازجة لم تزداد عندهم خطر الإصابة ولم يكن هناك أي تأثير أو زيادة بنسبة الإصابة. (يذكر أن هناك دراسات علمية عديدة تنصح بتناول اللحم بمقدار لا يتجاوز ٣٠٠ إلى ٥٠٠ غرام في الاسبوع وبزيادة الاستهلاك تزداد نسبة الإصابة بأمراض عديدة).
كما اخذ العلماء في هذه الدراسة في الاعتبار عوامل أخرى تؤثر على نسبة خطر الإصابة مثل التدخين ونمط الحياة (الرياضة) من كلا المجموعتين التي تم تقسيمهم على حسب نوع اللحوم المتناولة الطازجة والمصنعة. كما قال احد المشرفين على الدراسة أنه تم دراسة المحتوى الوسطي في منتجات اللحوم المصنعة والطازجة: “وجدنا كميات مماثلة من الدهون المشبعة والكوليسترول في اللحوم الطازجة والمصنعة، لكن كمية الملح في اللحوم التجارية كانت اربعة إضعاف و ٥٠ في المئة كمية اكثر من النيتروجين الذي يحتوي على مواد الحافظة (أملاح النترات) بالمقارنة مع اللحوم الطازجة”.
لذلك يقول الدكتور ميكا أنا على المستهلكين التفكير جيداً من أي نوع من اللحوم عليهم تناولها للحد من خطر الاصابة بالنوبات القلبية والسكري.